الرئيس الفرنسي اقتحم عالم الإفتاء : رمضان ... بمواصفات ساركوزية و فتوى جمهورية

دعا المفتي الشيخ نيكولا ساركوزي المسلمين الفرنسيين الصائمين في شهر رمضان إلى تناول القهوة والكرواسون كعادة الفرنسيين قبل الساعة الثامنة أي قبل الذهاب إلى العمل، وب...الطبع فإن هذا السلوك حسب المفتي الشيخ ساركوزي لا يفسد للصيام قضية، ولكن ساركوزي لم يوضح هل يبطل صيام المسلم الفرنسي إذا تناول القهوة والكرواسون بعد الثامنة صباحا بقليل أم لا؟ كما لم يوضح ماذا سيفعل هؤلاء في أيام العطل؟ هل يتناولون القهوة والكرواسون في نفس التوقيت أم يجاز لهم استثناء التأخير عن الموعد المحدد ؟! ولم يبين ساركوزي أيضا هل يبطل صيام الصائم الفرنسي إذا رفض أن يتناول القهوة والكرواسون قبل الساعة الثامنة أم لا؟
ورفض الشيخ المفتي ساركوزي أن يمضي المسلم الفرنسي أكثر من ساعة في المسجد يصلي التراويح واعتبر هذا الأمر إضاعة للوقت وإهدارا له وعدّه نوعا من الضغط الذي يمارس على المسلمين الفرنسيين، وعوضا أن يضيع هؤلاء الوقت في أداء صلاة التراويح من الأفضل أن يمضوه في الاستمتاع بمشاهدة التلفزيون، ولذلك أصدر السيد المفتي قرارا جمهوريا أو فتوى جمهورية تقضي بالدعوة إلى غلق المساجد في فرنسا بعد صلاة العشاء مباشرة حتى لا يصلوا التراويح بما أن هذه الصلاة ليست فريضة وهي إلى ذلك إضاعة للوقت. وفي هذا السياق لم يعط الشيخ ساركوزي رأيه في مسألة في غاية الأهمية ولم يفت فيها صراحة وهي: ما حكم صلاة التراويح من قبل المسلمين الفرنسيين في منازلهم وعدم مشاهدتهم للتلفزيون بعد غلق المساجد إثر صلاة العشاء وبطبيعة الحال يعدّ هذا الأمر تمردا على الفتوى الجمهورية التي أصدرها في هذا الشأن؟! هل سيعاقب مثلا من يصلي التراويح في منزله عوضا عن المسجد؟! وكيف سيتوصل ساركوزي إلى تحديد مخالفي تعليماته وقراراته وما صدر عنه من فتاوى وكشفهم وهم في منازلهم ؟!
المهم من كل هذا هو أننا اكتشفنا مفتيا عبقريا جديدا وربحناه، وفي نهاية الأمر ماذا ينقص ساركوزي حتى يقتحم عالم الإفتاء مادام الجميع يفتون في كل المسائل ويحللون ويحرمون كيفما يشاؤون ومادام الإفتاء صار موضة هذه السنوات فليجرب حظه لعل ما صدر عنه من فتاوى تجد لها صدى في هذا العالم المجنون و قديما قيل خوذ العلم

Commentaires

Articles les plus consultés